الأربعاء 11 ديسمبر 2024

هو فارسي

انت في الصفحة 27 من 58 صفحات

موقع أيام نيوز


الفرح .. محدش بيكتب كتابه كل ده .. بس خلاص هانت .. أحنا نخلص موضوع العفش فى أسبوع إن شاء الله وبعدين نحدد معاد للفرح
وقصد أن ينظر إلى عزة ويتأمل عينيها فى اهتمام وهو يتابع قائلا
فارس قالى أنه احتمال كبير يدخل على أول الشهر بعد ما يناقش الرسالة على طول وممكن نعمل فرحنا مع بعض
لا يعلم عمرو لماذا كان يبحث عن علامة من علامات الحزن أو الأسى فى ملامحها وعينيها وهو يلقى هذا الخبر ولكنه لم يجد إلا السعادة والفرحة التى اجتاحت ملامح عزة وهى تستمع إلى بشرياته واحدة تلو الأخرى وهتفت قائلة

بجد يا عمرو
ثم ت والدتها واحتضنتها بسعادة قطع تصرف عزة هذا وسعادتها الكبيرة بما تسمع الشك باليقين فى قلب عمرو تجاه مشاعر عزة
نحو صديقه وقال بمرح 
مش هتغدونا بقى ولا أيه يا جماعة.. أنا واقع من الجوع
تعال اقعد يا فارس
نطق الدكتور حمدى بهذه العبارة وهو يشير إليه بالجلوس وقد بدا عليه الأهتمام الشديد وهو يعتدل فى جلسته ويستند إلى المكتب بمرفقيه ويشبك أصابع كفيه فى بعضهما البعض كانت طريقته توحى بأنه يستعد لإلقاء حديثا هاما مما جعل فارس يشحذ حواسه كلها وهو ينظر إليه متسائلا وهو يقول
خير يا دكتور.. قضية مهمة مش كده 
أبتسم الدكتور حمدى وهو يهز رأسه موافقا وقال 
أهم قضية فى حياتك
طلت النظرات المتسائلة من عينيى فارس ولكنه

لم يعقب وترك المجال للدكتور حمدى ليشرح بنفسه فقال
فاكر يا فارس لما قلتلك انى بحضرك لحاجة مهمة أوى
هز فارس رأسه وهو يقول
أيوا فاكر يا دكتور
أردف الدكتور حمدى متابعا
شوف يا فارس أنا عاوز تسمعنى كويس وتفهمنى ...
أستدار فارس بجسده كله تجاهه وهو ينصت باهتمام وتركيز حيث قال الدكتور حمدى
أنا نويت أسيب المكتب واتفرغ شوية لبيتى ومراتى وولادى .. وبينى وبينك زهقت من الفساد اللى بقى متفشى حوالينا فى المهنة دى زى السړطان .. زمان كنت صغير وكنت بناطح وبحارب.. دلوقتى صحتى
خلاص مبقتش تستحمل
قاطعه فارس وهو يقول بضيق
لا يا دكتور أنا مش معاك فى القرار ده.. لو سيبنا الساحة للمفسدين يبقى كأننا بنساعدهم بالظبط
قاطعه الدكتور حمدى باشارة من يده وقال 
أنت كلامك صح وده اللى انا فكرت فيه.. ده غير انى مهما كان مهنش عليا أرمى أسمى وتاريخى الطويل ورا ضهرى بسهولة كده واقفل المكتب .. ولما فكرت كويس ربنا هدانى لفكرة دخلت دماغى أوى وشايفها حل وسط هيريحنى وفى نفس الوقت هتبقى دى بدايتك الحقيقية
جالت بخاطرة أفكار كثيرة متشعبة ومتشابكة كأشجار الغابات فبداية الحديث غير مبشرة بالمرة ولكن نهايته لغز كبير قرأ حمدى الحيرة فى عينيه فقال بحسم
أنت يا فارس اللى هتمسك المكتب كله بدالى .. ومكتبى ده هيبقى بتاعك والقضايا اللى هتشتغلها هتتوزع على تلاتة تلت ليا وتلت ليك وتلت للمكتب مرتبات ومصاريف
أتسعت عينى فارس من وقع المفاجأة ونهض بغير أرادة منه واقفا وهو يقول بذهول
مش معقول ..انا مش مصدق يا دكتور
وأشار إلى ه وقد ازدادت قوة نظراته المتسلطة على الدكتور حمدى وهو يقول بعدم تصديق 
انا !!
أومأ الدكتور حمدى برأسه وقال مؤكدا
ايوا يا فارس
..وبعدين مالك مستأل بنفسك كده ليه ..ده انت اقل من شهر وتاخد الدكتوراة
المفاجأة كانت كبيرة جدا على فارس فلم يكن ليصدق ما يسمع هل سيدير المكتب ويجلس خلف مكتب الدكتور حمدى ليأخذ مكانه ويشاركه نسبة الثلث فى أتعاب كل قضية !!
هز رأسه يمنة ويسرة
وهو يحاول استيعاب الموقف جيدا ولكن الدكتور حمدى أعاد كلامه مرة اخرى وهو يؤكد له ما فهمه منه وأخبره أنه سينتظره حتى يعود من أجازة زواجة ليبدء مهام عمله الجديد بداخل مكتب الدكتور حمدى شخصيا .
أندفعت دنيا م ة ل فارس وهى تهتف بأنفعال
بجد يا فارس أنا مش مصدقة .. يعنى المكتب ده كله هيبقى بتاعنا
ها بحب وقال ضاحكا
ده انت مفرحتيش كده يوم كتب كتابنا ولا حتى يوم الماجيستير
ضحكت وهى تبتعد عنه بنعومة وعينيها تكاد تنطق بالبهجة والسعادة وقالت وكانها لم تسمعه
طبعا التلت ده
هيبقى أكتر من مرتبك دلوقتى بمراحل يعنى هنجيب شقة فى حتة حلوه.. ونفرشها بمزاج ونجيب عربية
وصفقت بيديها وهى تقول
وبعد شوية نحط أسامينا على اليافطة جنب اسم الدكتور
كان فارس ينظر إليها بتمعن وهى تتحدث عن المستقبل بكل تلك السعادة وتسرح بخيالها الممتد للآفاق الشاسع وهى تنظر إليه ولكنها فى خضم تلك السعادة نسيته تماما ولم تتحدث إلا فى الماديات فقط ولم تحلم إلا بها وحدها أنتزعها من أحلامها وهو يقول 
أنا مش هسيب أمى لوحدها فى البيت يا دنيا.. ومش هاخد شقة فى حتة تانية إلا لما هى توافق وترحب بكده وتوافق أنها تسيب بيتها وتيجى معانا
توقفت دنيا عن الدوران فى سماء أحلامها وطوت جناحى الأمانى لتعود إلى الأرض مرة أخرى فى هبوط اضطرارى وقطبت جبينها وهى تقول بحنق
يعنى أيه الكلام ده ..عاوز تفضل عايش فى الحارة
أختلطت ابتسامته بقسمات حزن وهو يقول متهكما
أنا مش عارف انت ليه مصممة أنها حارة ..ما علينا حارة ولا مدق حتى مهما اختلفت المسميات مش هسيب أمى لوحدها
وأخذ نفسا عميقا وأخرجه ببطء وهو ينوى حسم الأمر قائلا
والأمر ده لازم يتحسم دلوقتى علشان ابدأ فى تجهيز البيت ونجيب أوضة النوم بتاعتنا
نظرت إليه فى ضجر وضيق شديدين وقالت ساخرة
كمان مش هتغير غير أوضة النوم بس
أتجه إلى باب غرفة مكتبها ليخرج منه وهو يشعر أن فرحته قد انطفات بكلماتها وقال ببرود
لما اروح معرض الفرش مع عمرو هشوف هقدر اجيب أيه.. المهم دلوقتى تعملى حسابك أن الفرح هيبقى بعد مناقشة الرسالة على طول
لم تكن عزة لتصدق نفسها وهى تنتقل ببصرها بين أنواع الأثاث الجيدة أمامها وقد أعجبت بتصميمها العصرى الأنيق ومالت على عمرو وقالت بخفوت
بس
العفش ده هيبقى غالى علينا .. ولا أيه يا عمرو
وضع أصبعه على فمه مشيرا لها بالسكوت وبدأ فى مفاوضاته هو وفارس مع صاحب معرض الأثاث حول الأسعار والقسط المناسب وجد فارس مبتغاه فى هذا المعرض وقرر أن ياتى بغرفة صالون أضافية لاستقبال الضيوف وعاد لمداولاته
مع صاحب المعرض وهو يتمنى أن يرى السعادة فى عينيى دنيا كما رآها فى تصرفات عزة حينما شاهدت الأثاث لأول مرة وأبدت أعجابها الشديد به .
وبدأت رحلة تجهيز البيت وأعداده ونقل الأثاث إليه وقد بذل فارس مجهودا أضافيا ليستطيع توفير كماليات البيت ليبدوا جديدا فى

عينيى زوجته وفى نفس الوقت يضع اللمسات الأخيرة فى رسالة الدكتوراة وقد اطمئن قلبه إليها وخصيصا عندما سمع أطراء الدكتور حمدى عليها وعلى المجهود المبذول فيها .
أنتهت جميع التريبات اللازمة فى شقة الزوجية الخاصة بعمرو وكذلك شقة فارس وأصبحت كل شقة منهما جاهزة لاستقبال عروسها الجديد .
لم تكن تفصل بينهما وبين حياتهما الجديدة إلا أيام قليلة أيام قليلة تفصلهما عن مست ما الذى لم يكن أيا منهما يتصوره ولا يخطر بباله فالأنسان مهما فعل لا يستطيع أن يمنع الآخرين من الأساءة إليه .. إن أرادوا ! .
الفصل التاسع عشر
أنتشت روحه أبتهاجا وسعادة ما بعدها سعادة ودوت دقات قلبه بين جنباته فى أصرار لترسم خطوطها على قسمات وجهه البسام وعينيه المشعتان أملا وانتصارا وهو ي الزملاء والمحبين والمهنئين له وقد اقترن أسمه بلقب الدكتور .. وأصبح يدعى الدكتور فارس سيف الدين جائزته التى طالما أنتظرها طويلا بعد جهد وعناء ومشقة وسنوات دراسة
وبذل وسهر وتعب وأرهاق مضاعف كم هى مذاقها طيب لذة الأنتصار وكم هو مرهق مشوار النجاح وتحقيق الأهداف بحث بعينيه كثيرا عنها بين المهنئين فلم يجدها كيف ذلك وقد وعدته بالحضور لتشاركه أحلامه وسعادته تلك اللحظة شعر بالقلق حيالها هل ربما قد
تكون أصابها مكروه أخرج هاتفه الخلوى وهاتفها سمع صوتها فرد بلهفة
أنت كويسة
أنتفضت دنيا من فراشها هاتفة
أيه ده هى الساعة كام دلوقتى
أطاحت المرارة بابتسامة ثغره ووضعت مرارتها على شفتيه واحتلتها احتلالا وهو يقول
أنت كنت نايمة ! ..معلش صحيتك روحى كملى نوم ..سلام
أمسكت الهاتف بكلتا يديها وقالت بلوعة
والله يا حبيبى راحت عليا نومة مش عارفة ازاى ... أصلى نايمة بعد الفجر .. بس أنت غلطان مكلمتنيش ليه قبل ما تنزل الصبح
قال بضيق 
خلاص خلاص محصلش حاجة يلا سلام
أغلق الهاتف وهو يشعر أن مرارة ابتسامتة قد استعمرت قلبه ورفعت رايتها معلنة أحكامها وبعثرت غصتها فى حلقه تباعا لتجبره على الأنصياع لها بلا مقاومة.. ولم يكن ليفعل .. لم يكن ليقاوم ذاك الشعور المرير بأهمالها الدائم له وعدم حرصها عليه وتفكيرها الأبدى فى شخصها وفقط .. كيف يكون ذلك حبا .
عاد إلى بيته وهو يحاول التخلص من تلك المشاعر التى احتلته فلا يريد أن يزعج أحدا بما يعانيه كل ما كان يفكر به هو أسعاد تلك المرأة الطيبة التى بذلت عمرها لأجله ولم تبقى لنفسها عافية إلا وقدمتها بحب وارتياح وهى تراه يحقق الأنجازات يوما بعد يوم فكأنها هى التى تنجح وهى التى تتقدم وهى التى تخطو نحو المستقبل
بخطا ثابتة.
أحضر لها معه بعض الأشياء التى تحبها ورسم ابتسامة سعيدة على محياه ليدخل البهجة على قلبها ..قابلته .. وجدها تقف فى الشرفة تنتظره على أحر من الجمر فابتسم لها وخطى خطوات واسعة نحو المنزل صعد درجات السلم فى سرعة كبيرة فوجدها قد سبقته ونزلت هى إليه ته وهى تضحك بين دموعها وتحسست وجهه بيديها الواهنتين وهى تقول پبكاء
مبروك يا حبيبى.. ألف مبروك يا ما انت كريم يارب .. الحمد لله يابنى
وكأن دموعها قد سمحت لدموعه بالإفلات أخيرا من محبسهم وبغزارة وهو يقول 
أيه يا ست الكل.. أنت تفرحى تعيطى تزعلى تعيطى
وهى تقول
دى دموع الفرح يا دكتور
جاءهم صوت مهرة من خلفهم وهى تقول بصوت يشبه البكاء
كده خلتونى اعيط 
ألتفتا فوجداها تقف أعلى الدرج وعيناها تلمع بعبراتها السعيدة التى هطلت بغزارة على جنتيها وهى تنظر إليهما بابتسامة كبيرة فأعطت مظهرا يرسم له لوحة فنية بكل تلك المشاعر المتناقضة على وجهها الدموع المنهمرة بلا توقف والابتسامة الكبيرة السعيدة وتلك الملامح البريئة التى لا تخطئها عين.
هبطت درجتين من السلم حتى اقتربت ثم توقفت وأخرجت من جيب تنورتها ميدالية مرصعة بفصوص من الفضة مكتوب ا وبخط فضى صغير دفارس
سيف الدين وقدمتها له وهى تقول ببراءة 
مبروك يا دكتور.. ممكن تقبل منى الهدية دى
أخذها فارس وهو ينظر لها ويقلبها بين يديه متأملا وقد تملكته الدهشة وقال
الله يبارك فيكى يا مهرة..بس جبتيها أمتى دى وعملتيها ازاى
رفعت كتفيها وقالت بتلقائية
من سنة كده وانا عند أبله عبير شفت واحد جنبهم بيعمل حاجات فضة.. طلعت فى دماغى ووصيته عليها ولسه مستلماها منه من أسبوع بس
رفع حاجبيه وقد اندمج
 

26  27  28 

انت في الصفحة 27 من 58 صفحات