الخميس 12 ديسمبر 2024

ونس بقلم ساره مجدي

انت في الصفحة 32 من 34 صفحات

موقع أيام نيوز


أدراجها حتى غرفة أبنتها وقفت أمام سرير صغيرتها التي لم تكمل عامها الأول بعد تنظر إليها بحب وهي تتذكر ما حدث قديما 
حين فتحت عيونها أول مره بعد ما حدث لم تستوعب أين هي أو ماذا حدث لكن وبعد عدة لحظات بدأت الذكريات تعود إليها بقوة لتصرخ بصوت عالي بأسم حاتم
وتمسك بها بقوه لتبكي بحرقه وبكائها يحمل الكثير من الصرخات صدمة كلمات طارق الذي يصم أذنيها حتى الأن ألم ذلك الچرح في معدتها وأيضا ذلك الشعور بالخواء التي تشعر به رغم عدم عرفتها بسببه ظل الموقف متجمد لعده لحظات تبكي وتصرخ بين ذراعيه ويشاركها هو الدموع بصمت لكن يده لم تتوقف عن الربت على ظهرها وصوته المخټنق بالبكاء يهمس لها بأن تهدء وأنه جوارها مرت عدة دقائق ثم أبتعد عنها قليلا حتى يستطيع رؤية وجهها وقال پألم عارف أن كل ده صعب أختبار شديد من ربنا يا سالي لكن لازم نكون قده يا سالي أنا وأنت علينا مسؤليه كبيرة رغم مصيبتنا

كانت تنظر له بتشتت وضياع والدموع ټغرق عينيها زهرته ذبلت وأوراقها النديه يبست لكنه
لن يسمح بذلك سوف يخفي حزنه ويدفنه داخل قلبه من أجلها ومن أجل الباقين لكنها أغمضت عيونها وذهبت في إغمائه جعلته ينتفض ينظر إلى الطبيب الذي أقترب سريعا يتفقدها ليخبره إنها في غيبوبه لكن الأمور مستقره وتلك الغيبوبه متوقعه
كان حاتم يتذكر كل هذا أيضا وهو يقود سيارته متوجها إلى شركته وأكملت الذكريات تنهمر على عقله حين خرج من الغرفة متهدل الأكتاف بعد أن أطمئن عليها إنها نائمه ولن تستيقظ الأن ما يحدث معهم الأن شديد وصعب مؤلم حد المۏت كيف يتحمل ذلك مۏت صديقه وأبن عمه الذي دفنه بيده وقف وسط جمع غفير من الناس موظفين المؤسسه عمال القصر عمال المستشفى وبعض المارة بالشارع الذين سمعوا في مكبرات الصوت الخاصه بالمسجد الذي يجاور المستشفى أن هناك حالة ۏفاة وسوف يتم الصلاة عليها الأن عدد
كبير وقف خلفه الچثمان يصلي من يعرفه ومن لا يعرفه كان حاتم يبكي طول صلاته على صديقه الوحيد المقرب والغالي وحين حمل النعش حتى يوصله إلى مثواه الأخير لم يكن يستطيع التحكم في دموعه ولا حديثه الذي لم يكن أحد يفهم منه شيء سوا همام أقربهم له رايح فين وسايبني يا أديم هنا عليك تسيبنا وتمشي هان عليك تسيب تار نرمين طيب ونس هتسيبها كده وتمشي من غير كلمه وداع ولا لوم ولا حتى حب طيب وأنا يا أديم أعمل أيه من بعد يا صاحبي قولي أعمل
أيه من غيرك المسؤليه تقيله أوي يا أديم أوي ااه يا صاحب العمر والأخ والسند اااه يا كل حاجة حلوه في حياتي مرتبطه بيك
صمت لثواني يحاول أيجاد صوت من بين شهقاته أكمل قائلا متخفش يا صاحبي أخواتك أمانة في رقبتي هشيل سالي جوه قلبي وراسي وجوه عيني ونرمين أختي وفي ظهرها ومش هسيبها أبدا وهجيب تارك من طارق وتارها أطمن يا صاحبي أطمن أنا موجود وهسد في غيابك غيابك إللي دبحنى وھيموتنا كلنا من بعدك
كان همام يبكي على كلمات حاتم هو لم يتعرف على أديم من وقت طويل لكنه حقا شخص مميز وذلك الحزن الظاهر على حاتم قليل على خسارة شخص مثله وحين فتح النعش وحملوا الجسد من داخله أنهار حاتم في البكاء وهو يتشبث به بقوه وېصرخ بكل ألم قلبه هتوحشني يا صاحبي هتوحشني يا أديم هتوحشني أوي أوي يا صاحبي
ليربت
همام على كتفه وقال مينفعش كده يا حاتم حرام عليك متعذبوش
ليبتعد حاتم منتفضا وهو يقول حقك عليا يا صاحبي
وبدء العمال في عملهم وكان صوت ټحطم قلب حاتم مع كل لحظه تمر وتلك الحفره تغلق على أبن عمه تصم أذنه وتجعله يود أن يكون معه الأن داخل تلك الحفره أو يعود الزمن ولا يحدث كل هذا
وعلى جلوس همام جواره بوجه لا يفسر خرج هو من أفكاره ليغمض عينيه بقوه هو لا يتحمل كل هذا لا يتحمل كل تلك المصائب لكن همام قال حاتم أنا محتاج منك تيجي معايا علشان تتعرف على چثة كاميليا
لينظر إليه حاتم پصدمه لتنحدر دموع همام وهو يقول بوجه حاد في واحده بلغت عن حدوث حالة ۏفاة روحنا الشقه وعرفنا أنها بتشتغل عندها من أسبوع واحد بس وأن ده معاد حضورها كل يوم الصبح وبعد ما بدأت في ترتيب البيت حست أن صحبة الشقه في أوضتها فسابت تنظيف الأوضة أخر حاجه لكن لما فات أكثر من ساعتين وهي مخرجتش خبطت عليها ولم مسمعتش رد دخلت ولقتها واقعه على الأرض 
صمت يحاول تمالك نفسه كل هذا وحاتم ينظر إليه پصدمه ألجمته لا يعرف ماذا عليه أن يفعل أو يشعر الأن ليكمل همام لما روحنا المكان عرفتها على طول وأتاكدت من البطاقه كمان لكن لازم حد من أهلها يأكد إنها هي ويستلمها
ماذا فعلت عائلة الصواف لتعاقب بكل تلك العواقب ما هذا الذنب الذي يجب التكفير عنه بكل هذا الألم كل هذا كان يدور داخل عقل حاتم الذي يسير جوار همام جسد بلا روح حتى وصل إلى المشرحه التي وضعوا بها
الچثمان وحين رفعت الممرض الغطاء عن وجه كاميليا أنحدرت دموعه وهو يقول ليه يا كاميليا ليه ذنبك دلوقتي في رقبة مين في رقبة أخوكي إللي دمر العيله كلها ولا في رقبتي أنا ليه يا كاميليا ليه الله يرحمك ويغفرلك ذنبك الكبير ده
والمشهد يتجدد من جديد الصلاة والچنازة والډفن والدموع والحصره والألم كل ذلك كيف يتحمله قلبه كيف لم يعد هناك مكان لچرح جديد وصدمه جديدة عاد إلى المستشفى لكنه لم يستطع الصعود توجه إلى المسجد توضئ ووقف بين يدي الله يتوسله الرحمه والمغفره والمواسه والقدره على التحمل طلب الدعم والرحمه طلب السند وأن يربط على قلبه بالصبر والسلوان وحين عاد إلى المستشفى جلس مكانه من جديد أمام غرفة الرعايه ينتظر أن يطمئن علي الباقين من عائلته خرجت الممرضه ووقفت أمامه تقول مدام سالي عايزه حضرتك
لم ينتظر أن تكمل كلماتها ودلف سريعا إليها ليجدها مغمضه العينين واضعه يديها فوق بطنها ودموعها تنحدر من عيونها دون توقف فهمس بأسمها لتنفتح عيونها تنظر إليه بحزن وقالت كنت حامل أبني ماټ يا حاتم ثمره حبنا ونتيجة تحسن علاقتنا ماټ وراح
أقترب منها وجلس على السرير جوارها وقال قولي الحمدلله إنا لله وإنا إليه راجعون لله ما أعطى ولله ما أخذ اللهم أأجرني في مصېبتي وأخلفني خيرا منها
رددت خلفه ودموعها لا تتوقف ليقول من جديد أحنا لسه مع بعض والحياة قدامنا ونجيب بدل العيل عشرة المهم أنت يا سالي المهم أنت تبقي بخير المهم أنك معايا
ظلت تبكي بين ذراعيه وهي
تومئ بنعم وبسبب
حالتها لم يستطع أن يخبرها عن أديم وكاميليا وكذب عليها وقال إن الجميع بخير لكن كله في حالة صډمه وإللي متنيم بسبب الأدوية وإللي في غرفة الرعاية علشان العمليات إللي خضعوا ليها لتدعوا لهم جميعا بالشفاء وغفت بين ذراعيه وحين علمت بالخبر بعد فتره كانت هي الأخرى على موعد مع الأنهيار العصبي الذي ظلت نائمه بسبب مفعول الأدوية لعده ايام أخرى
كانت الذكريات تتولى على رأس حاتم دون توقف خاصه مما حدث مع كاميليا حين مر من أمام المبني التي كانت تسكن به والذي حدثت به الحاډثه خاصه ما حدث بعد ذلك بعدة أيام لم يقل ألم عما سبقه وكأن هناك في قدر تلك العائلة مكان لچرح جديد أو مصېبه جديدة أو ڤضيحه جديدة 
فبعد أربع أيام
من يوم الحاډث وحين فاقت شاهيناز كانت في حالة هياج شديدة أستطاع الأطباء السيطرة عليها بشق الأنفس لكن ذكاء ودهاء شاهيناز هانم السلحدار كان حاضرا أيضا حتى بعد أن
فقدت عقلها بالكامل من أثر الصدمة فاقت بعد يوم كامل من نومها بالمهدئات بسبب هياجها الشديد علم الجميع أنها خرجت من المستشفى ولم يكن أحد يعلم إلى اين ذهبت وكاميرات المستشفى جعلتهم
يرونها وهي تغادر غرفتها بحزر شديد ثم المستشفى والغريب في الأمر أنها أكملت طريقها على قدميها الحافيتان من حذائها الغالي الذي تركته في المستشفى لكن ولأن أكتشاف غيابها حدث بعد ساعات من حدوثه الأصلي كان من الصعب معرفة طريقها لكنه تم أبلاغ الشرطه بذلك ليتم البحث عنها وهل أصبح هناك ڤضيحه أكبر من ڤضيحة نرمين الصواف وأبن عمها وزوجها الذي صدم من هذا لأنه لم يكن يعلم كما أنتشر وتوقع طلاقهم القريب إذا نجى رجل الأعمال الشاب من أصابته بطلق ڼاري على يد ابن العم أسهم الشركات التي سقط أرضا الخسائر التي أصبحت بالملايين فهل هناك شيء أصعب من هذا فماذا سيحدث أذا أنتشر خبر هرب شاهيناز السلحدار حافية القدمين من المستشفى وهي في حالة اڼهيار تامه تصل حد الجنون
عاد من ذكرياته وهو يتنهد بهم أنهم حتى الان لم يستطيعوا الوصول إلى شاهيناز لقد فقدوا أثرها بالكامل والشرطة لم تستطع العثور عليها رغم أن هناك بعض الأخبار وصلت لهم أن أكثر من شخص شاهدها تشحث في الإشارات في أحدى الأماكن الراقيه ولكن حين يصلون إلى المكان لا يجدون لها أي أثر والذي أكد لهم الأمر أن هناك رقم غريب أرسل لهم فيديو لها بملابس متسخه وشعر مشعث تقف جوار أحد السيارت تحاول أخذ شيء ما من سائق السيارة والذي في
نهايه الأمر ألقاه لها أرضا لتسقط على ركبتيها تأخذه وبدأت في ألتهامه بشراهه وذلك ما يسبب حزنا حادا لسالي وكذلك نرمين اااه نرمين چرح كبير لم يطيب بعد وسيظل هو الچرح النازف الأكبر رغم خساير المۏت والفضائح فحالتها كانت صعبه لدرجة كبيرة أخذ نفس عميق وهو يتذكر يوم حضر الطبيب إليه يخبره أن فيصل قد عاد إليه وعيه ويطلب لقائه حمد الله على أنه أستعاد وعيه قبل نرمين حتى يعرف موقفه من كل ما حدث وقراره
دلف إلى الغرفة ليجده يجلس بشكل جيد ونظراته سارحه أقترب منه وجلس على الكرسي الموجود بجانب السرير وهو يقول حمدلله على سلامتك يا فيصل عامل إيه دلوقتي
نظر له فيصل ببعض التشتت وقال بحزن الحمدلله نرمين عامله أيه وأديم والكل
أخفض حاتم رأسه أرضا وذلك أقلق فيصل بشده وقال ببعض الخۏف فيه أيه
البقاء لله في أديم وكاميليا
ليشهق فيصل پصدمه وهو يقول بحزن لا حول ولا قوة إلا بالله إنا لله وإنا إليه راجعون
ثم رفع عينيه إليه قائلا پخوف نرمين
إنهيار عصبي حاد والدكاترة منيمنها بالأدوية
أبعد الغطاء عن جسده وبدء في فك الأسلاك الموصوله بجسدة وهو يقول
 

31  32  33 

انت في الصفحة 32 من 34 صفحات